jeudi 9 juin 2011

معاتبة النفس للإمام الغزالي

يقول الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله :

اعلم أن أعدى عدوك نفسك التى بين جنبيك .وقد خلقت أمّارة بالسوء،ميالة إلى الشر،فرّارة من الخير ، وأمرت بتزكيتها وتقويمها وقودها إلى ربها وخالقها ، ومنعها عن شهواتها ، وفطامها عن لذاتها .

فإن أهملتها ، جمحت وشردت،ولم تظفر بها بعد ذلك .وإن لازمتها بالتوبيخ والمعاتبة والملامة كانت نفسك هي النفس اللوامة التى أقسم

الله بها، ورجوت أن تصير المطمئنة المدعوة إلى أن تدخل في زمرة عباد الله راضية مرضية .

فلا تشتغل ساعة عن تذكيرها ومعاتبتها،ولا تشتغلن بوعظ غيرك ما لم تشتغل أولاً بوعظ نفسك ، أوحى الله تعالى إلى عيسى عليه السلام : (يا ابن مريم ، عظ نفسك فإن اتعظت فعظ الناس،وإلا فاستحي مني).

وقال تعالى:(وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين )  وسبيلك أن تقبل عليها، فتقرر عندها جهلها ،وحماقتها وأنها أبداً تتعزز بفطنتها وهدايتها ويشتد أنفها واستنكافها إذا نسبت إلى الحمق ، فتقول لها:

يا نفس..ما أعظم جهلك ؟! تدعين الحكمة والذكاء والفطنة ، وأنت أشد الناس غباوة وحمقاً!!

أما تعرفين ما بين يديك من الجنة والنار وأنك صائرة إلى إحداهما على القرب؟

فما بالك تفرحين وتضحكين وتشتغلين باللهو وأنت مطلوبة لهذا الخطب الجسيم ؟

وعساك اليوم تختطفين أو غداً، فأراك ترين الموت بعيداً ،ويراه الله قريباً،أما تعلمين أن كل ما هو آت قريب وأن البعيد ما ليس بآت ؟ أما

تعلمين أن الموت يأتي بغتة من غير تقديم رسول ، ومن غير مواعدة ومواطئة ، وأنه لا يأتي في شيء دون شيء ،ولا في شتاء دون صيف ، ولا في صيف دون شتاء ، ولا في نهار دون ليل ، ولا في ليل دون نهار ،ولا يأتي في الصبا دون الشباب ولا في الشباب دون الصبا، بل كل نفس من الأنفاس يمكن أن يكون فيه الموت فجأة.

فمالك لا تستعدين للموت وهو أقرب إليك من كل قريب ؟!أما تتدبرين قوله تعالى (اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون لاهية قلوبهم )

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire